مقالات

الخوف المرضي قيود غير مرئية تكبّل الحياة

 بقلم

يمنى الزفزاف

الخوف شعور إنساني فطري، يولد معنا ويحمينا من الأخطار، لكنه حين يتجاوز حدّه الطبيعي، يتحول إلى سجنٍ داخلي يمنعنا من عيش الحياة كما تستحق أن تُعاش. للأسف، أكثر ما يضيع علينا فرصًا جميلة في الحياة هو الخوف المرضي، ذاك الذي يجعلنا نتراجع قبل أن نحاول، ونخسر قبل أن نبدأ.

نخاف من المواجهة لأننا لا نضمن ردود أفعال الآخرين، ونخاف من التعبير عن مشاعرنا خشية أن نخسر من نحب، ونخاف من الكلام لئلا نخطئ، ومن التلقائية خوفًا من أن يُساء فهمنا، وحتى من المستقبل نخاف، وكأن الغد وحش غامض ينتظرنا خلف الباب.

لكن الحقيقة أن الخوف في حد ذاته ليس عيبًا، بل هو إنذار داخلي طبيعي. المشكلة تبدأ عندما يتحول إلى محور للحياة، حين يصبح هو المتحكم في قراراتنا، والعين التي نرى بها كل شيء. عندها نفقد أبسط متعنا: التجربة، المحاولة، الخطأ، والتعلم.

التحرر من الخوف لا يعني التهور، بل يعني أن نمنح أنفسنا الحق في أن نحيا بحرية، أن نحاول دون ضمانات، وأن نكون على طبيعتنا دون تصنّع. فالحياة قصيرة، ولن تتكرر، وأجمل ما فيها أن نعيشها بصدق مع أنفسنا ومع الله.

يكفيك شرف المحاولة، وشجاعة أن تكون كما أنت.

فمن فوض أمره لله، أغناه، ومن تحرر من خوفه، وجد طمأنينته الحقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!