مقالات

السيسي وإرث يوسف وموسى في بناء مصر المستدامة

بقلم 

أحمد شحاتة 

في صباح يوم 21 مايو, وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي في قلب الضبعة، مفتتحًا موسم الحصاد في مشروع “مستقبل مصر” للتنمية المستدامة، معلنًا عن خطوة تاريخية في مسيرة مصر نحو السيادة الغذائية. 

هذا الحدث ليس مجرد إنجاز زراعي، بل تجسيد لروح الأنبياء التي تجلت في قيادة النبي يوسف عليه السلام في إنقاذ مصر من المجاعة، وقوة النبي موسى عليه السلام في هداية شعبه عبر الصحراء. 

السيسي، برؤيته العلمية وإرادته القوية، يعيد إحياء إرث هذين النبيين العظيمين، محولًا تحديات مصر إلى انتصارات مستدامة، حيث تتحول الصحراء القاحلة إلى حقول خصبة تحمل خير الأمة.

 

مشروع “مستقبل مصر”.. إرث يوسف في إدارة الأزمات

كما كان يوسف عليه السلام رمزًا للحكمة في إدارة الموارد، يبرز السيسي كقائد يمتلك رؤية استباقية لتأمين مستقبل مصر الغذائي. 

 

في زمن يوسف، أنقذت خطته لتخزين الحبوب خلال سنوات الوفرة مصر والمنطقة من مجاعة مدمرة. 

 

اليوم، يعكس مشروع “مستقبل مصر”، الذي يمتد على 2.2 مليون فدان في “الدلتا الجديدة”، هذا الإرث العظيم. باستخدام تقنيات الري بالتنقيط وأنظمة إعادة تدوير المياه، يحقق المشروع إنتاجًا زراعيًا يصل إلى 10 ملايين طن من القمح سنويًا، وفقًا لبيانات الهيئة العامة للاستعلامات. 

 

هذا الإنتاج، المدعوم بصوامع تخزين حديثة بسعة 12 مليون طن، يضمن استقرار المخزون الغذائي، تمامًا كما فعل يوسف بتخزين الحبوب في عصور الفراعنة.

 

السيسي، مثل يوسف، يعتمد على العلم لتحقيق هذه الرؤية. 

 

أصناف المحاصيل المقاومة للجفاف، التي طورتها مراكز البحث الزراعي المصرية، تُزرع باستخدام أنظمة ري ذكية موجهة بالأقمار الصناعية، مما يقلل استهلاك المياه بنسبة 40% مقارنة بالطرق التقليدية. 

 

هذه المنظومة المتكاملة، التي تشمل الصناعات الغذائية والثروة الحيوانية، تعكس حكمة يوسف في استغلال الموارد بكفاءة، ليس فقط لتلبية احتياجات الحاضر، بل لضمان استدامة المستقبل.

 

تحدي الصحراء.. روح موسى في قيادة السيسي

 

كما قاد موسى عليه السلام بني إسرائيل عبر الصحراء، متحديًا قسوة الطبيعة وصعوبة الظروف، يقود السيسي مصر عبر تحديات القرن الحادي والعشرين، محولًا الصحراء القاحلة إلى مصدر حياة. 

 

مشروع “مستقبل مصر” في الضبعة، إلى جانب مشاريع مثل “توشكى” و”شرق العوينات”، يمثل انتصارًا على قيود الموارد المحدودة. بفضل هذه المشاريع، ارتفع الإنتاج الزراعي المصري بنسبة 25% خلال السنوات الأخيرة، وفقًا لوزارة الزراعة، مما قلل الاعتماد على استيراد القمح من 60% إلى مستويات غير مسبوقة.

 

هذا التحول يعكس قوة موسى في مواجهة المستحيل. 

 

فعلى غرار معجزة شق البحر، التي فتحت طريقًا للخلاص، يفتح السيسي آفاقًا جديدة لمصر من خلال استصلاح أراضٍ كانت تُعتبر غير صالحة للزراعة. 

 

إنشاء بنية تحتية متطورة، مثل قنوات الري ومحطات الطاقة الشمسية لتشغيل أنظمة الري، يُظهر قدرة قيادية تجمع بين الإرادة والعلم. في الضبعة، حيث تُحصد اليوم آلاف الأطنان من المحاصيل، نرى تجسيدًا لروح موسى التي حولت العقبات إلى فرص، مقدمةً لشعبها أملًا جديدًا في أرض الميعاد.

 

بناء أمة مستدامة

 

إرث السيسي لا يقتصر على الزراعة، بل يمتد إلى بناء مجتمعات متكاملة. مشروع “مستقبل مصر” خلق أكثر من 300 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وساهم في إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة تضم مراكز تدريب زراعي ومدارس فنية. 

 

هذه الجهود تعزز التنمية البشرية، تمامًا كما سعى يوسف وموسى إلى رفع شأن شعوبهما. على المستوى العملي، ساهمت هذه المشاريع في تقليل فاتورة الاستيراد الغذائي بنسبة كبيرة، مما عزز استقلال مصر الاقتصادي في مواجهة الأزمات العالمية.

 

على الصعيد العلمي، يعتمد السيسي على تقنيات متطورة مثل تحليل البيانات الزراعية والذكاء الاصطناعي لتحسين إنتاجية المحاصيل. على سبيل المثال، استخدام أنظمة الري الذكية في الدلتا الجديدة يعتمد على بيانات الأقمار الصناعية لتحديد احتياجات التربة بدقة، مما يزيد كفاءة استخدام المياه في ظل محدودية الموارد المائية التي تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويًا، وفقًا لوزارة الموارد المائية والري. 

 

هذه الدقة العلمية تجسد حكمة يوسف، بينما القوة في تنفيذ هذه المشاريع تعكس عزيمة موسى.

 

قائد يحمل إرث الأنبياء

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقيادته الحكيمة وإنجازاته العملاقة، يحمل إرث يوسف وموسى عليهما السلام في بناء مصر الحديثة. 

 

كما أنقذ يوسف مصر من المجاعة بحكمته، يؤمن السيسي مستقبل مصر الغذائي برؤيته العلمية. 

 

وكما قاد موسى شعبه عبر الصحراء إلى الأمل، يقود السيسي مصر عبر تحديات العصر إلى الاكتفاء الذاتي

موسم الحصاد في الضبعة ليس مجرد حدث زراعي، بل شهادة على قائد عظيم يحول الصحراء إلى جنات، ويبني أمة قوية مستدامة، ليبقى إرثه محفورًا في تاريخ مصر كما بقي إرث الأنبياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!