بقلم
اسامه سامح
مصر آخر معقل للأمة العربية الذي تسعى القوى الصهيونية على إسقاطه بعد أن فقدنا سوريا وليبيا والعراق واليمن ولبنان والسودان وفلسطين يتم اليوم محاولة الإنتهاء على ما تبقى منها أمام صمود اسطوري لشعب ومقاومة وخذلان ومؤامرة دولية كاملة.
امريكا والغرب والكيان يعمد على التحريض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها وبالذات العسكرية وقيادتها السياسية ونشر الفوضى…
الحرب الإقتصادية و إرتفاع الدولار حرب معد لها من أجل هذه اللحظة.
خطة الحرب على مصر متوقفة على إنهيار الشعب من الحملة الإقتصادية و إرتفاع الأسعار والدولار…
مصر على وشك حرب وجود والوقوف مع بلدك واجب وطني والحياد خيانه…
إنتهى السلام وبدأت طبول الحرب
وبدء الإستعداد لدخول مدينة رفح
مدينة خان يونس جنوب غزة هى آخر محافظة قبل محافظة رفح الفلسطينية الحدودية مع مصـــــر .
وإجتياح رفح كارثة بكل المقاييس فرفح حالياً مكدس فيها أكثر من مليون ونصف نازح لدرجة إن خيام النازحين أصبحت ملاصقة للجدار العازل مع مصـــــر .. وفى حالة إجتياح رفح لن يكون هناك أى مهرب للنازحين إلا معبر رفح الحدودى مع مصـــــر ودخول الحدود المصـــرية .
أمريكا إستبقت الخطوة بتأمين إسرائيل عسكرياً في أقوى جسر جوي لم يصل تل أبيب منذ أيام حرب أكتوبر .. بعشرات الطائرات المتقدمة من طراز F-35 و F-15 وأباتشي التى وصلت إسرائيل الأيام القليلة الماضية ومفيش أى تفسير للصفقة غير إنها محاولة لتهديد مصـــــر لمنعها من التصدى عسكرياً للمخطط الشيطانى لتنفيذ التهجير .
مصــــر أبلغت إسرائيل رسمياً فى وقت سابق أنه مع بدء موجات التهجير سوف يتم سحب السفير المصــــرى وقطع العلاقات بما فيها معاهدة السلام وسيكون لمصــــر الحق الكامل فى الدفاع عن حدودها وأرضها دون أى أعتبارات ..
وول ستريت جورنال نشرت تقرير جديد أمس أن مصــــر بتفكر جدياً فى سحب السفير وقطع العلاقات وأن صبر مصـــــر أقترب على الإنتهاء خصوصاً بعد ما محامى الكيان فى محكمة العدل الدولية إتهم مصــــر بالباطل بعرقلة دخول المساعدات ..
أمريكا وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية قرروا وقف تمويل منظمة الأونروا التابعة للأمم المتحدة والمختصة بدعم النازحين إنسانياً داخل قطاع غزة بزعم إن بعض أعضاءها منتمين لحماس ..
مصـــــر ردت على الخطوات الإسرائيلية :-
بتحريك الدبابات والمعدات المصـــرية إلى الحدود مع إسرائيل مع غزة وهذا إنذار أقوى من ألف كلمة.. إنذار بمعنى أنا جاهز للمواجهة.. أنا مستعد لأى إحتمال لو تجاوزت الخطوط الحمراء ..أنا قادر على صدك والتصدى لك و مواجهتك في أى لحظة .
قوات الدفاع الجوى المصـــرية تعمل فى كامل سيناء وحتى داخل قطاع غزة ..بدليل إسقاط الدفاع الجوى المصرى للمسيرات على الحدود قرب مدينة دهب وإعلان مصر خلال الهدنة بمراقبة حركة الطيران الإسرائيلى في جنوب قطاع غزة .والمراقبة تكون بالرادارات التابعة للدفاع الجوي .. وهذا معناه إن إتفاقية كامب ديفيد لا تمنعنا من حماية أمننا القومى وأننا بالفعل فى حالة جاهزية وإستعداد كامل وأن قطاع غزة سوف يكون مسرح عمليات للجيش المصــــرى في أى لحظة لو تطلب الأمر وتهورت إسرائيل وتهورت وفكرت فى دخول محور فيلادلفيا وتهورت وفكرت فى ضرب جنوب قطاع غزة ورفح لإجبار النازحين هناك على عبور الحدود وتهورت وفكرت في ضرب أجزاء من الجدار العازل بين مصــــر وغزة لعمل ثغرات لفتح غزة على سيناء ..
بإذن الله لدينا من القدرات والإمكانيات ما يمكننا من إنفاذ إرادتنا وحماية أرضنا …ولكن الجبهة الداخلية اهم .فنحن في حصار إقتصادى مكتمل الأركان ( شايفين الدولار وصل كام ..)وعاملين علينا كماشة إقتصادية لضرب كل موارد الدولة الدولارية اللى بدأت تسمع فى السوق بالفعل :-
أولاً:-
تفجير جنوب البحر الأحمر مع سبق الإصرار والترصد أدى لإنهيار إيرادات قناة السويس أهم مصدر سيادي للدولار في مصــــر وأدى لعزل مصــــر عن آسيا تجارياً بمعنى إرتفاع فاتورة الواردات من آسيا خصوصاً الصين أو الهند وكل دول آسيا عموماً بسبب إرتفاع تكلفة الشحن لأضعاف كثيرة مما يمثل ضغط إضافي على الدولار بخلاف إنخفاض الصادرات المصـــرية لآسيا لنفس الأسباب مما سبب في إنخفاض الحصيلة الدولارية للدولة بخلاف إنخفاض الإستثمار الأجنبي إلى أجل غير مسمى بسبب وقف المشاريع بسبب الأزمة إلى إشعار أخر ..بمعنى أن تفجير البحر الأحمر لوحده أدى إلى إنخفاض إيراد قناة السويس وإنخفاض الصادرات والإستثمار الأجنبي و إرتفاع فاتورة الواردات وفي اللحظة التي تقبل فيها مصــــر بالتهجير سيتوقف ما يحدث فى جنوب البحر الأحمر فوراً.
ثانيا:-
توجيه مؤسسات المال الدولية المهيمن عليها أمريكا بإصدار تقارير سلبية عن الأقتصاد المصـــرى لتخويف المستثمرين من الإستثمار فى مصـــــر سواء موديز أو مورجن وكلها مؤسسات بتشتغل تحت أمر نفس المعسكر اللى مسيطر على محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن .
ثالثا:-
سحب الأموال الساخنة أو السائلة من السوق المصــــرى بالأمر المباشر و دي الأموال التي كان يتم إستثمارها فى أذون الخزانة المصــــرية وكانت تعمل على تخفيف الضغط على الدولار فى السوق المصــــري.
رابعا:-
إستمرار رفع الفائدة في الفيدرالي الأمريكى .صحيح الهدف مش مصــــر لوحدها ولكن مصــــر متأثرة بشكل مباشر بسبب تفضيل المستثمرين على وضع أموالهم بالفائدة العالية التى وصلت لـ 5.5% فى البنوك الأمريكية دون أى مخاطر مقابل إنهم يستثمروا فى مصـــــر .
لو بدأت الحرب سيكون لها فاتورة إقتصادية فى ظل حصار إقتصادي فلا بد من وعي كامل لما يدور حولك..
بيراهنوا على حاجتين من الحصار الإقتصادي على مصر:-
.. الرهان الأول:-
هو عدم تحمل الشعب المصرى وعدم صموده وإستسلامه أمام المؤامرة إلى الدرجة اللى تضغط فيه على القيادة السياسية لقبول التهجير مقابل نزول الأسعار ..
الرهان الثانى :-
مش كل الناس واعية ومدركة لما يحدث اليوم وإتهام الحكومة بالفشل والتقصير وسوء الإدارة فتكون النتيجة جعل القيادة المصــــرية تحت ضغط فقدان الظهير الشعبي وسيناريوهات الفوضى فتضطر من وجهة نظرهم للخضوع ..
الحرب ليست حرب على الجيش المصـــري ولا حرب على الرئيس ((السيسى)) هى حرب على الشعب المصـــري ونجاتنا مرهونة بصمودك أنت وتحملك أنت ووعيك أنت بحجم المؤامرة وأبعادها .
نحن نتعرض لحصار إقتصادي مكتمل الأركان أدى لأزمة سيولة لأسباب خارجية وليست أزمة إقتصادية داخلية والأسباب دى واضحة للأعمى ولو جبت كل خبراء الإقتصاد في العالم في ظل الحصار ده مفيش حاجة هتتغير
لحظة سقوط مصـــــر هي لحظة تصديق المصـــريين للفخ والمشهد يلزم أقصى درجات الوعي والإنتباه والإصطفاف …
الخطر الحقيقي من الجبهة الداخلية هو محاولة تلبيس الحق بالباطل وتجاهل هذا الحريق الذى يحاصرنا من كل الإتجاهات وتأثيرة السلبي على حياتنا لإثارة غضبك والمتاجرة بك كوقود لسيناريوهات الفوضى لتحقيق أجندة عدوك دون أن تدري …والضمانة الوحيدة للنجاه هى وعيك وإدراكك الحقيقى لكل ما نمر به من عدوان وخطر وجودي لم يحدث بهذا الشكل من عام 1840 .
النجاه من الفخ حتمية بإذن الله ووعى شعبه ومصر سوف تربح على النفس الطويل .. فالحرب اليوم ليست حرب جيوش ولكن حرب إقتصاد وحرب نفسية ومعنويات وشائعات ودورك تحافظ على إخلاصك لوطنك
حفظ الله مصر و شعبها العظيم.
