مقالات

صدقة لا تكلف شيئا  بقلم  شيماء عزت ابو ليلة

 جبر الخواطر من أعظم صور الرحمة والإنسانية التي يمكن أن يقدمها الإنسان لأخيه الإنسان. هو تلك الكلمة الطيبة، أو اللمسة الحانية، أو حتى نظرة مليئة بالتقدير، تداوي القلب وتعيد إليه شيئًا من الأمل

في زمن كثرت فيه المشاغل والضغوط، أصبح جبر الخاطر عملاً نادرًا لكنه بالغ الأثر؛ فقد تكون كلمة “لا بأس” أو “أنا معك” سببًا في أن ينهض شخص من حزنه أو يتجاوز ألمه

وقد حثّ الدين الإسلامي على جبر الخواطر، فجاء في الأثر: “من جبر خاطر أخيه، جبر الله خاطره يوم القيامة”. وهذا يدل على عِظَم هذا السلوك وفضله الكبير

جبر الخواطر لا يتطلب مالًا ولا جهدًا، بل يكفي أن نكون حاضرين بقلوبنا، أن نستمع، أن نشعر، وأن نتعامل بلطف. فكما نحب أن يُجبر كسرنا، علينا أن نكون بلسماً لغيرنا

في النهاية، تذكّر أن جبر الخاطر لا يُنسى، وقد يُحيي روحًا أو يُغير حياة. فكن ممن يُجبر، لا ممن يَكسر

وكن واثقًا أن جبر الخواطر لا يُثمر فقط في قلوب الآخرين، بل ينعكس نورُه على صاحبه أولًا. من يَجبر، يَشفى. من يُداوي، يُداوى. وكأن الحياة تعقد معنا صفقة سرّية: كل لمسة طيبة تعود إليك، ربما في وقتٍ لاحق، وربما من حيث لا تحتسب. فافعل الخير ولا تنتظر المقابل، فثواب الجبر يأتي من حيث لا تدري، وربما يكون نجاتك في لحظة لم تتوقعها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!