جنود العبور وجنود البترول ملحمة واحدة عنوانها مصر

بقلم
حسام يسري
رئيس اللجنة النقابية بشركة جابكو
في كل عام ومع إشراقة السادس من أكتوبر يقف المصريون وقفة فخر واعتزاز أمام واحدة من أعظم ملاحم التاريخ الحديث يوم سطر أبناء القوات المسلحة المصرية بأرواحهم ودمائهم أروع صور البطولة والفداء في معركة الكرامة والعزة التي استعادت لمصر مكانتها وكرامتها وحققت بها الأمة العربية نصرًا غير مجرى التاريخ.
لكن خلف ميادين القتال وساحات العبوركانت هناك جبهة لا تقل أهمية يقف عليها رجال مخلصون يحملون سلاحًا من نوع آخر.
إنهم عمال قطاع البترول المصري الذين أدركوا أن معركة التحرير لا تكتمل إلا بمعركة الدعم والإسناد وأن النصر لا يتحقق بالسلاح وحده بل أيضًا بجهود سواعد تبني وتؤمّن وتساند.
خلال أيام الحرب المجيدة كان عمال البترول على قدر المسؤولية الوطنية يعملون على مدار الساعة لتأمين احتياجات القوات المسلحة من الوقود والطاقة في أصعب الظروف متحدّين المخاطر ومتحملين التحديات ليضمنوا أن تظل عجلة الحرب دائرة بلا توقف لقد كانت كل قطرة وقود تصل إلى جبهات القتال بمثابة طلقة جديدة في معركة العبور
ولم يتوقف دورهم عند ذلك الحد فمع انتهاء الحرب وانطلاق مسيرة البناء والتعمير كان قطاع البترول في طليعة القطاعات التي أسهمت في نهضة الاقتصاد الوطني مستندًا إلى روح أكتوبر التي علّمت المصريين أن الإرادة تصنع المستحيل وأن العمل الجاد هوالسبيل للحفاظ على مكتسبات النصر.
واليوم وبعد أكثر من نصف قرن على هذا الحدث الخالد يواصل عمال قطاع البترول أداء دورهم الوطني بنفس الروح والعزيمة يقودون قاطرة التنمية ويدعمون الاقتصاد الوطني ويؤمنون احتياجات الدولة والمجتمع من الطاقة مدركين أن ما تحقق في. ميادين القتال عام 1973 يجب أن يُستكمل في ميادين العمل والإنتاج.
لقد أثبتت تجربة أكتوبر أن الوطن لا يقوم إلا بسواعد أبنائه وأن كل يد تعمل بصدق وإخلاص هي امتداد ليد حملت السلاح دفاعًا عن الأرض والعرض وتبقى بطولات قواتنا المسلحة وتضحيات عمال قطاع البترول وجهين لعملة واحدة… عملة اسمها “مصر” التي لا تعرف إلا النصر والعمل والبناء.



